يعتبر مانشستر يونايتد النادي الأكثر شعبية في الكرة الإنجليزية كما أنه الأكثر نجاحاً منذ إنطلاق الدوري الممتاز سنة 1992. بعد إنتظاره 26 سنة من أجل الظفر بلقب الدوري، توج مانشستر بطلاُ في 8 مناسبات خلال المواسم الـ13 الأخيرة وأصبح صاحب الرقم القياسي من حيث عدد ألقاب الدوري متفوقاً على غريمه ليفربول.
إن البريق الذي يتمتع به ملعب أولد ترافورد في يومنا هذا يختلف تماماً عن الأصول المتواضعة لنيوتون هيث أل وإي آر (سكة حديد لانكاشير ويوركشير)، النادي الذي تأسس على يد عاملي سكك الحديد سنة 1878. بعد إنضمامه للدوري سنة 1892، تبدل الإسم بعد عقد من الزمن وأصبح مانشستر يونايتد وفي 1908 إحتفل بلقبه الأول في بطولة الدوري.
إنتظر مانشستر يونايتد لما بعد الحرب العالمية الثانية لكي يفرض نفسه من الأندية المنافسة على الألقاب والرجل المسؤول عن ذلك كان الأسكتلندي مات بازبي. ووصل بازبي إلى ناد كان يخوض مبارياته على ملعب جاره مانشستر سيتي بسبب الضرر الذي لحق بملعبه أولد ترافورد نتيجة القصف خلال الحرب. لكن النمو طال النادي والملعب معاً تحت قيادة بازبي. وبعد تتويجه بلقب الدوري ثلاث مرات خلال الخمسينات، تلقى الفريق الشاب الذي عرف حينها ب"بازبي بايبز" ضربة قاسية مأساوية بعد تحطم طائرة الفريق في ميونيخ في فبراير/شباط 1958 خلال عودته من مباراة في بلغراد ضمن كأس الأندية الأوروبية البطلة، ما تسبب بمصرع 23 شخصاً، بينهم ثمانية لاعبين.
وتعافى بازبي من إصابات خطيرة ونجح في بناء فريق جديد ضم لاعبين مثل بوبي تشارلتون، جورج بيست ودينيس لو، وتمكن بعد عقد من الزمن من قيادة الفريق إلى لقبه الأول في مسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة من خلال الفوز على بنفيكا 4-1 في ويمبلي. لكن نجاح الستينات لم يتكرر في السبعينات، وإضطر الفريق إلى الإنتظار حتى قدوم السير أليكس فيرجسون سنة 1986 من أجل أن يختبر أولد ترافورد حقبة جديدة من المجد.
وكما كانت الحال مع بازبي، إكتشف فيرجسون أهمية عنصر الشباب وضرب "ضربة معلم" مع جيل من الشباب ضم لاعبين مثل رايان جيجز، ديفيد بيكهام و بول سكولز. وبعد إنتظار طويل، عاد مانشستر سنة 1993 إلى منصة التتويج في الدوري، ثم هيمن على الكرة الأنجليزية في السنوات العشر التالية وفي 1999 تغلب على بايرن ميونيخ في برشلونة من أجل الظفر بالكأس الأوروبية للمرة الثانية وأتبعها بثالثة عام 2008 على حساب مواطنه تشيلسي.