» » » دلال سعدية : طاقة الغضب


دلال سعدية : طاقة الغضب

دلال سعدية الحلقة "19"



لو نظرنا إلى مرض من امراض النفوس ، وهو الغضب ، وكيف ذمه الشرع ، وكيف عالجه .

وقارنا بما جاء فى العلم الحديث ، نجد الاسلام قد سبقه بمئات السنين .

فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم . أن القوي هو الذي يمتلك نفسه عند الغضب .

 وأن خير الرجال  من كان بطىء الغضب (لأن الغضب من الشيطان) .

وقد رسم النبي المصطفى الكريم صلوات الله عليه وآله وسلم المراحل التي يلزم على الغاضب أن يفعلها وإن كان الأولى ألا يغضب .

فعليه إذا غضب بالسكوت أولا ، ثم يذكر الله عز وجل والاستعاذه من الشيطان الرجيم ، ثم بالحركة ، فإذا كان قائما قعد ، فإن ذهب عنه الغضب ، وإلا فليضطجع ، ثم فليتوضأ ، .. وهكذا ، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم . وهو طبيب القلوب والنفوس ، كما انه طبيب الاديان.

جعل  صلى الله عليه وسلم  للغضب علاجين :-

احدهما : علاج نفسي روحي.

والآخر : علاج مادي.

العلاج النفسي : يبدأ بالسكوت ، ثم بكظم الغيظ ، ثم بذكر الله تعالى والاستعاذه من الشيطان الرجيم .

العلاج المادي : فيبدأ بالقعود إذا كان قائما ، وبالا ضطجاع إذا كان قاعدا ، وبالمشي أيضا إن كان واقفا ، فإن ذهب وإلا فليتوضأ الوضوء الشرعي ، وكله حركة .

قال (ص) لا تغضب . لا تغضب . وقال ايضا (ص) ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب ، سريع الفيء ، وشر الرجال من كان سريع الغضب ، بطيء الفيء .. وان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال (ليس الشديد بالصرعه ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب) .

إن سريع الغضب ليس من خيار الرجال ، بخلاف بطيء الغضب . وهنا بيان فضيله الذي لا يغضب ، والذي يملك نفسه عند الغضب ، وأنه هو القوي.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

إن الغضب من الشيطان . وإن الشيطان خلق من النار وانما تطفأ النار بالماء . فإذا غضب احدكم فليتوضأ.

وهنا بيان الوضوء من الغضب.

وفى هذه الأحاديث ، أمران علميان أساسيان :-

الاول : الحث على عدم الغضب ، وبيان فضل الذي لا يغضب.

الثانى : التفريق بين حالتي القيام والاضطجاع فى معالجه الغضب .

·       فجاء العلم الحديث ليكشف لنا ، هذه الحقائق العلميه المذهله ، وأثر الحركة على أثار الغضب.

أما الحاله الاولى :-

فإن الغده الكظرية الموجودة فوق الكليتين : تفرز هرمون الأدرينالين نتيجه لأي نوع من الشده ، كالخوف أو الغضب ، أو نحو ذلك ، وعادة ما تفرزهما معا ، وإن كان نهايات أعصاب الودية تعتبر المصدر الرئيسي لهرمون النور أدرينالين.

والانفعال والغضب يجعل الغدة الكظرية تفرز هرمون الأدرينالين ، الذي يؤثر في تسارع ضربات القلب ، وقد يضطرب نظمه ، وكثيرا ما يشاهد الاطباء من يشكو من الخفقان ، حين الغضب أو الانفعال.

كما أن الغضب يرفع من مستوى هذين الهرمونين في الدم ، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ، ولهذا ينصح الأطباء المصابين بارتفاع ضغط الدم بعدم الغضب والانفعال كما أن الأدرينالين يزيد من استهلاك عضلة القلب للاوكسجين ، لانه يزيد من تقلص القلب ، وحركته.

·   لذا فمن كان مصابا بتضيق في شرايين القلب فعليه . ألا يغضب ، لأن ذلك قد يهيء لحدوث أزمة في القلب لا سمح الله تعالى.

كما أن الادرينالين يزيد من سكر الدم ، فإذا تعرض المصاب في داء السكري لأزمة نفسيه ، فإن سكر الدم قد يرتفع لفترة معينة ، حسب السبب.

لهذا السبب حث الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم الغضب . وكل ما جاء في القرآن والسنه (علم الانسان مالم يعلم).

    أما الحالة الثانية :-

وهي التفريق بين حالتي القيام والاضطجاع ،فقد جاء في كتاب هاريسون الطبي الشهير ما يلي:-

من الثابت علميأ أن كميه هرمون النور أدرينالين في الدم ، تزداد نسبته . ضعفين إلى ثلاثه أضعاف . لدى الوقوف لمد خمس دقائق ، وقفه هادئه . أما الأدرينالين . فإنه يرتفع ارتفاعا بسيطا بالوقوف ، إلا أن الأنواع المختلفة من الضغوط النفسيه : يمكن أن تسبب زيادة مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة .

فإذا كان الوقوف . وبشكل طبيعي وقفه هادئه ، ولمدة خمس دقائق يضاعف كمية النور أدرينالين . وإذا كان الغضب او الانفعال يزيد مستوى الادرينالين في الدم بكميات كبيرة ، فكيف إذا اجتمع الاثنان . الغضب والوقوف معا .

وإذا ازداد مستوى هذه الهرمونات بالدم نتيجه الغضب والوقوف ازداد تقلص العضلة القلبية ، وتسرع القلب ، كما ازداد استهلاك عضلة القلب للأوكسجين ، كل هذا نتيجة لحظة غضب أو انفعال ، فإذا جلس الغضبان ، هدأ مفعول هذه الهرمونات كثيرا .

 فسبحان الله  وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه . الذى نهانا عن الغضب ووصف لنا هذا العلاج  القعود والا ستلقاء والوضوء  وغيره  وكله يفسر بعد اكثر من 1400 عام .



عن موقع Nnn

موقع هدف.نت يهتم في جمع الاسرى العربية بصفحة و احدة لجميع فئات العمر دون خوف دوي متابعينا صغار السن حيث نراعي ثقافتنا الاسلامية والعربية المجتمعية بما يتم مشاركته من الكتاب و المحررين في الموقع
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث