نزار قباني...
ماذا أقول له
ماذا أقول له لو جاء يسألني.. | إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟ |
ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه | تلملم الليل عن شعري وترعاه؟ |
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟ | وأن تنام على خصري ذراعاه؟ |
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله | ونطعم النار أحلى ما كتبناه |
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟ | وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟ |
أما انتهت من سنين قصتي معه؟ | ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟ |
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن | فكيف نبكي على كأس كسرناه؟ |
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني | فكيف أنجو من الأشياء رباه؟ |
هنا جريدته في الركن مهملة | هنا كتاب معا .. كنا قرأناه |
على المقاعد بعض من سجائره | وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه.. |
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها | بأي ثوب من الأثواب ألقاه |
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟ | وكيف أكره من في الجفن سكناه؟ |
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري | هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟ |
أحبه .. لست أدري ما أحب به | حتى خطاياه ما عادت خطاياه |
الحب في الأرض . بعض من تخلينا | لو لم نجده عليها .. لاخترعناه |
ماذا أقول له لو جاء يسألني | إن كنت أهواه. إني ألف أهواه.. |